رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

 د. بشير مرزوق

 د. بشير مرزوق

مساحة إعلانية

مقالات

16579

 د. بشير مرزوق

ما فائدة التقاويـــم؟؟

18 مايو 2018 , 01:06ص

هل هناك فائدة للتقاويم؟ ... ماذا لو لم توجد التقاويم؟؟ .... هل كنا نستطيع ترتيب أمور حياتنا بدون التقاويم؟؟ .... هل كنا نستطيع تأريخ الأحداث اليومية في حياتنا بدون التقاويم؟؟
بدايةً التقاويم تعني إخضاع الزمن للقياس، وهي عبارة عن جداول تحوي الأيام والأسابيع والشهور، وكذلك تحتوي على مواعيد شروق وغروب الشمس، وتحتوي على أيام الأعياد والمناسبات، إضافة إلى أن التقاويم في الدول الإسلامية تحتوي على مواقيت الصلاة لكل يوم.
وقد ظهرت قديمًا أنواع كثيرة للتقاويم مثل التقويم الجريجوري (الميلادي)، والتقويم الهجري، والتقويم الروماني، والتقويم القبطي، والتقويم الفارسي، والتقويم الصيني، والتقويم الإغريقي، والتقويم اليولياني، وكل نوع من هذه التقاويم يعتمد على ظهور جِرم سماوي لتحديد بدايات ونهايات تلك التقاويم، وهذه التقاويم ظهرت في فترات متفاوتة عبر العصور المختلفة؛ حيث كانت كل حضارة تستخدم تقويمًا خاصًا بها. وكل هذه التقاويم وإن اختلفت عن بعضها البعض إلا أنه يمكن إجمالها في نوعين رئيسيين هما: التقويم الشمسي الذي يعتمد على حركة الأرض في مدارها حول الشمس، والتقويم القمري الذي يعتمد على حركة القمر في مداره حول الأرض، ويوجد نوع آخر يُعرف بالتقويم الشمسي القمري، وهو تقويم يعتمد على حركة القمر في تحديد الأشهر، بينما يعتمد على حركة الشمس في تحديد السنوات، ويُضاف فيه شهرًا كاملًا كل ثلاث سنوات، بمعني أن كل ثلاث سنوات تكون عدد أشهر السنة الرابعة ثلاث عشرة شهرًا. ويعتبر كل من التقويم الهجري، والتقويم الجريجوري أو الميلادي هما الأكثر استخدامًا في الحياة المدنية والأمور الشرعية. 
ظهر التقويم الهجري  عام 17هـ عندما أرسل  عمر بن الخطاب كتابًا إلى أبي موسى الأشعري في البصرة، وذكر في كتابه شهر شعبان فرد أبو موسى لا ندري أهو شعبان الذي نحن فيه أم شعبان الماضي، فجمع سيدنا عمر بن الخطاب كبار الصحابة وتشاورا في الأمر واتفقوا على وضع تأريخ يؤرخ للمسلمين واتفقوا على أن تكون الهجرة هي بدايته.
ويعتمد التقويم الهجري على حركة القمر في مداره حول الأرض؛ حيث إن القمر يُكمل دورة كاملة حول الأرض كل 29.53 يوم وهو طول الشهر الهجري، والسنة الهجرية تتكون من 12 شهرًا هجريًا وطول السنة الهجرية يساوي 354.367 يوم، وهي تنقسم إلى سنة هجرية بسيطة ويكون عدد أيامها 354 يوم وسنة هجرية كبيسة ويكون عدد ايامها 355 يوم.
ومن ايجابيات التقويم الهجري أنه إذا حدث خطأ في شهر يعدل في الشهر التالي مباشرة، إضافة إلى أن عبادات المسلمين تتغير مع تغير الفصول الفلكية، فمرة نصوم في الصيف وأخرى نصوم في الشتاء، وكذلك الحج.......وهكذا.
أما التقويم الجريجوري أو الميلادي فهو تعديل للتقويم اليولياني؛ حيث صار العمل به حتى عام 1582م، حتى لوحظ في هذا العام أن الاعتدال الربيعي جاء في 11 مارس أي قبل موعده بـ 10 أيام؛ لذلك كلف البابا جريجوري الثالث عشر الفلكي كرستوفر كلافيوس تصحيح الأخطاء التي وقعت في التقويم اليولياني، وعمل كرستوفر على تصحيح الخطأ باستقطاع الأيام العشرة حتى يأتي الربيع في موعده 21 مارس، إضافة إلى أنه قام باستقطاع ثلاثة أيام كل 400 سنة وذلك بجعل السنة المئوية (1800، 1700......) التي لا تقبل القسمة على 400 سنة بسيطة حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى، وبذلك تم عمل تقويم جديد سُميَّ بالتقويم الميلادي (الجريجوري)، وهو التقويم الأكثر استتخدامًا في العصر الحديث، وقد بادرت بعض الدول بعد هذا االتعديل باستخدام التقويم الجديد مثل فرنسا وأسبانيا والبرتغال، ثم تبعتها دول أخرى مثل انجلترا، واليابان، والصين، وأصبح التقويم الميلادي يعتمد على حركة الأرض في مدارها حول الشمس، وفيه السنوات البسيطة تكون 365 يومًا، بينما السنوات الكبيسة 366 يومًا. 
وللتقاويم أهمية عُظمى في تحديد العبادات والشعائر الدينية، إضافة إلى أهميته القصوى في حياتنا المدنية، فبدونه لا نستطيع تأريخ الأحداث والمناسبات اليومية والسنوية، وكذلك المواعيد المختلفة والتي لها أهمية في أمورنا من اجتماعات، وسفر.....الخ.

مساحة إعلانية