رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

198

ابتسام آل سعد

29 عاماً من الصدارة

03 نوفمبر 2025 , 02:25ص

احتفلت شبكة قنوات الجزيرة والتي تُبث من قطر في الأول من نوفمبر الجاري بمرور ذكرى 29 سنة على انطلاقها، بل وصدارتها وقدرتها المستمرة على إزاحة قنوات الإعلام الإخباري التي حاولت ولا تزال تحاول مجاراة الجزيرة وزحزحتها عن قمة القنوات الإخبارية العربية والإقليمية التي لا تزال الجزيرة تتصدرها متفردة رغم مرور عقود على انطلاقها ويمكن أن تكون حديثة عهد بقنوات سبقتها في نفس المجال ولكن أثبتت الجزيرة أنها قد وضعت لها خطة وهدفا ربما يكون بعيد المدى لتثبت وتقف وتستمر على النحو الذي يلمسه العالم ككل لا سيما في الأوساط العربية التي وجدت أنه كان من المستحيل أن تتميز قناة عربية إخبارية بكشف المستور في قضايانا التي لطالما أخذت وتيرة واحدة لدى كل القنوات العربية في طرحها وطرق سردها وخط التحليل الإخباري لديها إلا حينما جاءت الجزيرة لتستلم قيادتها ومكانها المرموق وتكشف عن وجوه أخرى للأخبار والمراسلين والقضايا التي تهتم بها لا سيما وأنها أبرزت قضية فلسطين على الملأ بعد أن سقطت من دائرة اهتمام المتلقي العربي الذي كان يرى فيها قضية مسترسلة الأحداث وعقيمة الحل لكن قناة الجزيرة وضعتها على سدة قضاياها ولنأخذ مثالا قضية أو مأساة غزة الأخيرة والتي لا تزال تتصدر أخبار القناة وإلى أي مدى وصل له اتفاق وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية التي يمكن أن تعيد هذا القطاع للحياة بعد استشهاد عشرات الآلاف من الرُّضَّع والأطفال والصغار والنساء والشيوخ والشباب والرجال في وسط المجازر والجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في القطاع التي قتلت وجرحت واعتقلت فيه ما يزيد على 150 ألف مواطن فلسطيني جُلهم من الأطفال والفتيان الصغار اليافعين خلال عامين تلقى الفلسطينيون فيها أبشع الجرائم والتنكيل والقتل والملاحقة والإصابات والاعتقالات والمداهمات والغارات الوحشية العشوائية. بل إن الجزيرة نالت هي الأخرى نصيبها من العدوان في قتل جميع مراسليها تقريبا والاستعاضة بشباب فلسطينيين ووجوه جديدة لنقل الأخبار من أرض المعركة ولم تستسلم القناة لضغوطات إسرائيل في الكف عن نشر محتواها الذي ترى تل أبيب أنه يقوّض الأمر عليهم ويقلب الطاولة عما يريدون الاستمرار فيه في غزة رغم خسائرها الجسيمة في الأرواح وذهاب مراسلين ومصورين وعائلاتهم في هذا العدوان الذي أقرت إسرائيل بهمجيتها ودمويتها وأكدت قناة الجزيرة في زمن بات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي أكثر انتشارا وسهولة للوصول للجمهور والمهتمين بالشأن الفلسطيني لا سيما إن كان بالحجم الذي ظهرت فيه مأساة غزة على مدار سنتين لم تتوقف تل أبيب عن القتل وأي قتل؟! قتل الأطفال والرُّضَّع وانتزاع الأجنة من أرحام بطون الأمهات الفلسطينيات اللائي كن أيضا تحت إطلاق النار وكثيرا ما لحقت الأمهات بالأبناء وأظهرت الجزيرة تلك المآسي بكل صدق وشفافية وحاولت إسرائيل أن تُكذب هذه الروايات وتفندها تماما ولكن ثبات قناة الجزيرة أمام كل هذه المحاولات الإسرائيلية السقيمة وضعها أمام المشاهد العربي الذي أشاد بوقفتها وموقفها واستمرارها في نقل الحدث من على الأرض بكل صراحة موضحة على ألسنة مراسليها أنها لن تتوقف عن نقل كل ما تلتقطه كاميراتها وينقله مراسلوها بكل أمانة وشفافية حتى وإن تعرضت لأضعاف ما تعرضت له في القطاع. وربما كانت أحداث غزة المرحلة المفصلية التي أعادت الجميع ممن كان يختلف في وجهات النظر والمبدأ مع الجزيرة إلى مشاهدتها ومتابعتها من جديد لأنه يعلم أنه لن توجد قناة يمكنها أن تنقل المشهد كما هو مهما كانت قساوة تلك المشاهد المؤسفة التي كانت تنقل صور ضحاياها من الشهداء الفلسطينيين من تحت ركام المنازل والأبنية ومدارس الإيواء التي كان من المفترض أن تكون آمنة لمن يدخلها بصفتها منطوية تحت منظمة الأونروا التي واجهت الأخيرة أيضا نصيبها من العداء الإسرائيلي والاتهامات الأمريكية غير المرفقة بدلائل مثبتة عن تلك الإدانات. واليوم يمر 29 عاما على بقاء قناة الجزيرة متربعة على عرش الإعلام العربي والإقليمي بكل جدارة وفي مرتبة لن تنجح قناة أخرى في الوصول لها ما لم تعط الجزيرة لها الإذن بذلك، وبالطبع لن تعطيها!.

 

مساحة إعلانية